تسلل الليل فانسليت في حذر
عليّ أراقب دهراً بالهوى صدعا
حلقت فوق الغيوم البيض مرتفعاً
لأبصر العشق من أكواخه ارتفعا
في هجعة الليل بات العشق منتشياً
ونجمه في سماء الكون قد سطعا
جمع كثير هم العشاق في بلدي
فالطفل من أمه للحب قد رضعا
لا أنسى ما أنسى أن الأمر أذهلني
لعاشقٍ في الهوى مع خله اجتمعا
النجم في ولهٍ والغيمة التقيا
وبالحديث الشجي سمعي لهم خضعا
يقول يا غيمة نرنو فننشدها
لِمَ الجفاء بهم والقطر قد منعا
يا غيمة خلقت بالخير قد ملئت
ماءً ونوراً سخياً يمطران معا
و وشوش الصبح في الأفاق مبتهجٌ
و الفجر أعلنها لليل قد خلعا
هذا سليل خيوط الشمس قادمة
والنجم للمخبأ المجهول قد هرعا
و رفرفت بخيوط الدفء نازلة
والبحر مبتسم لبخاره رفعا
جدَّ البخار إلى العلياء منتشياً
وداعب الغيم في شوق وقد جمعا
من البحار تحايا للسماء أتت
مفادها الحب والإسلام قد شرعا
ما أجمل الحب بين الخلق قاطبة
كذا الطبيعة في حب لها طبعا
تأثر الغيم من فعل البخار به
و أرسل الغيث نحو الأرض واستمعا
لكل صوت بقاع الأرض مبتهج
لله يـــشكر من قلــب له خشعا
عنيت بالحب فوق الأرض فانفجرت
من السماء قلوب نبضها تبعا
تحية معطرة لكل من مر من هنا..